اللجنة الوطنية لصناعة الحديد بمجلس الغرف السعودية تشارك في قمة الصلب العربي الـ13 بالأردن
04/11/2018
أكد رئيس مجلس الغرف السعودية الدكتور سامي بن عبدالله العبيدي أن صناعة الحديد في المملكة العربية السعودية، تُشكل عصب عديد من الصناعات التحويلية، وتلعب دوراً أساسياً في عجلة التنمية، كما يُراهن عليها كأحد أهم القطاعات الصناعية المهمة في عملية التحول الوطني الرامية إلى تحقيق رؤية المملكة 2030، والهادفة بدورها إلى تطوير وتنويع مصادر الدخل غير النفطية.
وأشار العبيدي الذي ترأس وفد مجلس الغرف السعودية في قمة الصلب العربي الـ13 التي افتتحت أعمالها اليوم (الاثنين) بالعاصمة الأردنية عمان بتنظيم من الاتحاد العربي للحديد والصلب، وبمشاركة رئيس اللجنة الوطنية للحديد والصلب بمجلس الغرف السعودية المهندس رائد العجاجي، وعدد من أعضاء اللجنة، والأمين العام للمجلس دكتور سعود المشاري، خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية للقمة إلى أن صناعة الحديد والصلب في العالم العربي تعد من الصناعات الاستراتيجية، وتعتبر جزءاً لا يتجزأ من الأمن الاقتصادي للدول العربية، كما هو لدى الدول الأخرى، وإلا لما كانت مجموعة دول العشرين G20 أدرجت مشكلة الطاقة العالمية الفائضة من الحديد والصلب على رأس أولوياتها لمعالجتها وإيجاد حلول ناجعة لها، لافتاً إلى أن عالمنا العربي في مجمله ثري بالخيرات الطبيعية، وبالكوادر البشرية والكفاءات الفنية والإدارية، فضلاً عن أنه يتمتع بتوليفة من الإمكانات التي إذا ما تم استغلالها وفق رؤية موحدة ومشتركة، فإنه حتماً سيدفع بصناعة الحديد والصلب العربية إلى حدٍ من التكامل يحقق نموه وتطوره على المستوى الجمعي العربي.
وبين أن المملكة تؤمن وتؤكد دائماً على أهمية العمل العربي المشترك، الهادف إلى نهضة أمتنا العربية، وتحقيق طموحات شعوبنا، مشدداً على الاتحاد العربي للحديد والصلب الاهتمام بهذه الصناعة كونها تشكل عصب الحياة، ورافداً أساسياً للإنتاج القومي الاستراتيجي، متمنياً في الوقت نفسه بأن يكلل جهوده بالنجاح وتتحقق المكانة المنشودة لصناعتنا العربية وتفرض نفسها على الساحة الصناعية الدولية.
من جانبه أكد رئيس اللجنة الوطنية للحديد والصلب بمجلس الغرف السعودية المهندس رائد العجاجي خلال القمة أن ما تشهده صناعة الحديد والصلب العالمية عموماً من صراعات بالغة وتسابق محموم على فرض الرسوم الوقائية هي حالة وصفها الكثيرون بأنها حرب تجارية عالمية ستتسع رحاها، مبيناً أن بعضنا في العالم العربي قد يشعر بأنه خارج اللعبة ولكن في الحقيقة أننا نقع في بؤرة تأثير هذه الصراعات التي تتدحرج ككرة الثلج وتكبر يوماً عن يوم لتتجه فتضرب الأسواق التي تفتقد للإجراءات الحمائية اللازمة مثل أسواقنا العربية، مما سيزيد من مصاعب صناعات الحديد والصلب العربية.
وأوضح العجاجي أنه لا بد لنا كصناعة عربية أن نعي جيداً بأننا نملك إمكانيات ومقدرات هائلة وبأنه قد آن الأوان لمواكبة المتغيرات والعمل بشكل تنسيقي ومشترك حقيقي وفاعل لدرء الخطر القادم على صناعة الحديد والصلب العربية، معرباً عن استعداد اللجنة الوطنية لصناعة الحديد والصلب التي تعمل تحت مظلة مجلس الغرف السعودية لتقديم الدعم للاتحاد العربي للحديد والصلب ولعموم صناعات الحديد والصلب العربية انطلاقاً من سعيها إلى تحقيق المكانة الصناعية والاقتصادية التي تليق بأمتنا العربية.
وشهدت القمة تخصيص ورشة عمل خاصة عن صناعة الحديد والصلب في المملكة العربية السعودية تحت اسم «صناعة الصلب السعودية بين الحاضر والمستقبل»، وذلك نظراً للدور الذي تلعبه المملكة في صناعة الصلب ورؤيتها المستقبلية الناجحة في هذه الصناعة، خاصة وأن المملكة قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال، حيث لا تزال المؤسسات الصناعية السعودية القائمة على إنتاج الحديد والصلب تقوم بدور حيوي في تطوير صناعتها بصفة دائمة. وتناولت الورشة جملة من الموضوعات تمثلت في حجم التوسعات وفرص الاستثمار في صناعة الحديد والصلب في المملكة، والتحديات التي تواجه صناعة الصلب في المملكة، والتكنولوجيات المستخدمة في صناعة الحديد والصلب في المملكة، وحجم ونوعية إنتاج الصلب في المملكة، وحجم استهلاك الصلب في المملكة، والتوقعات المستقبلية لاستهلاك الصلب خلال السنوات القادمة، فضلاً عن نوعية ومستوى الخبرات المطلوبة لمصانع الحديد والصلب في المملكة.
وتأتي مشاركة قطاع الأعمال السعودي والذي يمثله العديد من مصانع وشركات الحديد والصلب في هذا الملتقى المتخصص في اطار حرصه على تعزيز مكانة المملكة الرائدة ودورها الفعال في تطوير صناعة الحديد والصلب في المنطقة، ولما يشكله هذا الحدث من منصة مهمة لتبادل الآراء والمقترحات ووجهات النظر حول تطور تكنولوجيات صناعة الصلب بين الشركات السعودية والشركات العربية والأجنبية المشاركة في هذه القمة، فضلا عن عرض الآفاق المستقبلية لصناعة الحديد والصلب في المملكة التي تشكل عصب العديد من الصناعات التحويلية، بالإضافة إلى مساهمتها في عجلة التنمية.
الجدير بالذكر أن القمة تستعرض عدداً من الموضوعات المهمة منها آفاق صناعة الصلب ما بعد 2020، وفرص الاستثمار في الصلب ذا القيمة المضافة في الدول العربية، والتكنولوجيات الجديدة ودورها في تطوير إنتاج الصلب، ودور التنمية المستدامة في صناعة الصلب، واتجاهات النمو والتطور في أسواق الصلب في عدد من المناطق في العالم. كما تتناول المناقشات أيضاً أسواق الصلب العربية (مناطق العرض والطلب)، وتأثير أسعار النفط والغاز على اقتصاديات تصنيع الصلب، والمواد الأولية وتأثيرها على مستقبل النمو في صناعة الصلب، والاندماج في صناعة الصلب العالمية، وتأثيره على أسواق الصلب العربية.